24 مارس 2012

لا وردَ بلا أشواك

الكتب الأكثر مبيعاً في النيل والفرات
هل تتساءل ماذا يقرأ القارئ العربي؟ تجد أدناه لائحة بالكتب التي اختارها القارئ العربي هذا الشهر ليكتسب منها العلم والخبرة ولتكون المرجع الأكيد عند كل استفسار

القائمة نشرت في بداية شهر مارس.


    أكتب هذه الأحرف للتعبير عن شكري وامتناني لكل من ساعدني ودعمني خلال البحث، والذي أسفر في نهاية المطاف عن كتاب (البلوش وبلادهم في دليل الخليج 1908-1515). ولكل الأخوة الأعزاء الذين لا يمكن اثابة مساندتهم بشيء. وأعرب عن امتناني لموظفي مكتبة الشارقة العامة، ومكتبة دارة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي للدراسات الخليجية، ومكتبة زايد المركزية، ومكتبة مركز الامارات للدراسات الاستراتيجية، ومكتبة سيد ظهور شاه هاشمي بكراتشي، ومكتبات جامعة بلوشستان بكويتا، لما قدموه من مساعدة، وجزيل شكري يذهب إلى كل شخص هناك، من الذين ساهموا في نجاح عملي الميداني و أثروا تجربتي الشخصية. ولجميع من قدم لي مأوى، وخبزاً وكتاب.
    وأنا في غاية الامتنان لعائلتي لتقديمهم الصبر الجزيل وتفهمهم لساعات طوال قضيتها منطو على نفسى للعمل في المنزل، يوماً بعد يوم لمدة ثمان سنوات في الكتابة. ففعلوا كل ما يمكنهم القيام به لمساعدتي وتشجيعي خلال هذا المشروع.
    كان هذا الكتاب هو باكورة انتاجي الفكري المطبوع، الذي أردت به أن القي حجراً لأحرك مياه مستنقع دام بقائه واسن ماؤه. لأحرك عقول وأنبه أحاسيس، وأيقظ نيام الأذهان وأشحذ هممهم. فجهدي لا يمكن حصره في مجال الدراسات التاريخية، بل هو أبعد وأرحب مجالاً. ومبغاه هو رفد المسيرة الفكرية الانسانية وحوار الحضارات والثقافات. والذي لا يتم دون التعرف على ذات كل حضارة ومشخصاتها الفكرية والتاريخية. فالكتابة في هذه الحقل لا يحفظ فقط ما يكون هوية الشعب البلوشي اليوم، بل يقدمه لينضم للحراك الفكري الحضاري الذي لطالما تجاهله. ومن هنا جاء مصطلح "الدراسات البلوشية" الذي أطلقته تيمناً بفكرة العلامة الشهيد صبا دشتياري لتنفيذ مشروع باسم (Baluchology)، والذي أراد به تحويل مكتبة سيد ظهور شاه هاشمي إلى معهد للدراسات البلوشية، يضم مختلف الحقول المعرفية التي تتعلق بالهوية البلوشية.
    وفي حقيقة الأمر فإن هذا الكتاب جاء ليخطوا بهدفي قدماً نحو تأسيس مكتبة بلوشية، تحفظ المكونات المشكلة للشخصية البلوشية، ومساهماً في حوار الحضارات والثقافات الانسانية، وتقدم العنصر البلوشي كعنصر فعال في هذا الحوار الجاري منذ القدم. ولذلك فإنها دعوة للجميع بأن يساهموا في الأمر ويتقدموا ليتقدم العلم وتشيع المعرفة.
    غير أن كل دعوة جديدة ومخالفة لما هو سائد تثير زوبعة من الغبار المتراكم على بعض العقول، التي لا تنكفأ أن تنهض معارضة ومحاربة لكل دعوة اصلاح وتغيير. وهذا هو حال الانسانية إلى ما شاء الله. وكان كتابي الأول بتقديمه هذا الحقل المعرفي الجديد باعثاً على بعض الأقلام المشبوهة لبث خطاب الكراهية بعقل حاقد وعين كفيفة وبصيرة عمياء. فهي لا ترى أبعد من مصالحها الشخصية ولا يهمها سوى لعن الظلام طوال حياتها بدل أن توقد شمعة تنيره.
    والنقد العلمي الذي أرحب به دائماً وأدعوا إليه، له أسسه وقواعده الرصينة التي لا تضيف فقط للكاتب لينتبه لأخطائه ويسموا بكتاباته إلى العلياء، ولكن أيضاً إلى الفكر الانساني بجميعه، ولتثري الحراك الثقافي. غير أن نصيبي من ذلك النقد لم يكن سوى أشواك ضارة لم أجني منها سوى الاتهامات الكاذبة وتزييف الحقائق. ولم يجد البعض من 472 صفحة من الكتاب سوى أن يوجه اعتراضه على الغلاف أو على الاسم أو على الاهداء أو على العناوين، دون الالتفات إلى المحتوى العلمي الثري، والذي يعد دون مبالغة فتحاً جديداً في التاريخ البلوشي.
     وقد دعمت هذه الأقلام المغرضة بعض المنتديات التي لم تراعي الاخلاق الانسانية وتتحقق وتطلب البينة. فكأنه لا يوجد شيء لشخصي المتواضع في الحياة عدى عن خلق عشرات الأسماء المستعارة والكتابة من خلفها. فرأيت بعد أن ولى الجمع الدبر في محاولة النيل من نصوص الكتاب والتهجم عليها، سواء ببتر النصوص عن سياقها، أو تحريف المعنى تبعاً لذلك، وفشل هذه المحاولة فشلاً ذريعاً كونها لا تستند حتى على ما سطر في الكتاب، وهذا من أعجب الأمور! وبعدما وقف القراء الكرام على مبلغ علمهم وغاية اجتهادهم، وعجزهم عن اثبات مدعاهم ، وقد وقفوا عند أكذوبة لا تبتلع مع شرب كل أنهار الارض من مثل أن ابن سعد في طبقاته أورد ذات النسب الذي أورده ياقوت الحموي في معجمه، وهو بالطبع جهل شنيع أو مكابرة عمياء لا ترى في الاجتهاد سوى اعتماد ما قيل وقال دون تحقق.
    وعلى إثر هذا العجز، لم يرجعوا إلى ذاتهم ويتفكروا في أخطائهم، فبدأوا بالتهجم على الاسم وتوجيه اتهامات لا اساس لها من الصحة، لا لشيء سوى تنفيساً عن الفشل وابتغاءً للشهرة وزيادة الزوار لبضاعة بائرة مع الأسف. ففي الأمس كنت جالساً في مجمع من الطلبة والأساتذة، للحديث عن التخصصات العلمية، فعندما جاء الحديث عن حقل التاريخ، وقف أحد الأستاذة  وطلب الإذن للحديث وقال: (My student wrote a book about the Baluchis!)
     فضحك بعض الطلاب عند سماع آخر الجملة، ولكن هذا لم يثر حفيظتي ولم يحرك في داخلي مثلما لم يثر سابقه سوى زيادة حماستي للكتابة اشتعالاً وحطبي توقداً. فمثل هذا الشوك الذي يعترض طريقي لهو نتيجة طبيعية، بل لأقل عدم اعتراضه طريقي هو دليل على غياب تأثير كتاباتي وانعداماً لفائدتها. فهذه الأقلام لا تقدم مفيداً في الحراك الثقافي سوى القبوع خلف الأماني الساذجة والأفكار المنتهية الصلاحية.
    وعملي طوال العقد الحالي كان متجهاً إلى ما هو أبعد نظراً، وأكثر واقعية في تناول الطرح، لإيجاد وسيلة أستطيع بها المساهمة ونفع الآخرين وذاتي. فما أجمل أن يجتهد المرء ويبني ذاته التي ببنائها يكتمل بنيان أكبر وأوسع. ومساهمتي الفكرية هي للتنوير والتقدم للأمام ولا التفات إلى الوراء في معجمي سوى التعلم من الأخطاء، فكما أن لا ورد من دون أشواك فكذلك لا نجاح دون عقبات.
    وأود الاعلان عن قرب صدور عمل جديد بالاشتراك مع بعض الأخوة، بترجمة كتاب مهم يجمع التاريخ البلوشي السياسي بإيجاز وطرح علمي أكاديمي، وسأفصح عنه عند صدوره.
والآن يتوافر كتاب البلوش وبلادهم في دليل الخليج 1908-1515، في مكتبة Arabicbookshop.net للطلب:
ويوم الأربعاء الموافق 2012-03-28، سيكون في معرض أبوظبي للكتاب وحتى 2012-04-2. بجناح مؤسسة الانتشار العربي/لبنان، رقم الجناح: 10B22، وهذا فهرس الكتب التي ستتواجد في المعرض:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق